أصبح من المؤكد أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي سيغادر نادي ريال مدريد قبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية 2025، وهو القرار الذي من المتوقع أن يُحدث تغييرات جذرية في هيكل الجهاز الفني للفريق الإسباني. وتأتي هذه الخطوة في توقيت حساس للغاية، خاصة وأن الفريق يستعد للمنافسة في واحدة من أبرز البطولات العالمية على مستوى الأندية، والتي تُقام في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 14 يونيو وحتى 13 يوليو 2025.
توقيت الرحيل ومدى تأثيره على استعدادات ريال مدريد
يرجّح أن يكون رحيل أنشيلوتي رسميًا بعد نهائي كأس ملك إسبانيا، والمقرر إقامته في 26 أبريل الجاري. هذا التوقيت يضع إدارة ريال مدريد في تحدٍّ كبير لتجهيز بديل مناسب قادر على قيادة الفريق في فترة قصيرة، قبل المشاركة في كأس العالم للأندية koora live.
وقد دفع التراجع الملحوظ في مستوى الفريق خلال الأسابيع الماضية، خصوصًا بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا، الإدارة إلى إعادة النظر في مستقبل الجهاز الفني. الأداء الغير مقنع، بالإضافة إلى فقدان السيطرة على الصدارة المحلية، ساهم بشكل كبير في اتخاذ هذا القرار الصعب.
مستقبل الجهاز الفني بعد أنشيلوتي
أصبح البحث عن بديل لأنشيلوتي أولوية قصوى لإدارة ريال مدريد. وتشير معظم التوقعات إلى أن النادي يضع ضمن خططه التعاقد مع مدرب شاب قادر على تقديم مشروع طويل الأمد، وتطوير الفريق على المدى البعيد. ومن أبرز الأسماء المطروحة في هذا السياق، المدير الفني الحالي لنادي باير ليفركوزن، والذي حقق نجاحات كبيرة في الدوري الألماني ولفت الأنظار بأسلوب لعب هجومي وتنظيم دفاعي عالي المستوى.
إدارة ريال مدريد تسعى إلى التعاقد مع مدرب يتمتع بخبرة تكتيكية من جهة، وشخصية قوية قادرة على إدارة نجوم الصف الأول من جهة أخرى، مع الحفاظ على فلسفة النادي المعروفة بالمزج بين اللعب الجميل والتنافس على جميع البطولات.
وجهة كارلو أنشيلوتي بعد مغادرة ريال مدريد
من المتوقع أن تكون الخطوة القادمة في مسيرة كارلو أنشيلوتي هي تولي تدريب منتخب البرازيل. ووفقًا للعديد من المؤشرات، فإن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ينوي تقديم عرض رسمي له، خاصة بعد فشل المنتخب في تحقيق نتائج إيجابية خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
ويمثل تدريب البرازيل تحديًا جديدًا في مسيرة المدرب الإيطالي المخضرم، الذي سبق له التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات، ويملك سجلًا حافلًا بالإنجازات مع أندية مثل ميلان، تشيلسي، باريس سان جيرمان، بايرن ميونخ، بالإضافة إلى ريال مدريد في فترتيه الأولى والثانية.
إرث أنشيلوتي في ريال مدريد
لا يمكن إنكار البصمة التي تركها كارلو أنشيلوتي في ريال مدريد. ففي ولايته الثانية، نجح في قيادة الفريق للفوز بعدة بطولات محلية وقارية، كما حافظ على توازن غرفة الملابس، وعرف كيف يدير النجوم بشكل يجعل من الفريق وحدة متماسكة.
ورغم الانتقادات التي طالته مؤخرًا، خاصة فيما يتعلق بالاعتماد الزائد على عناصر معينة، وعدم ضخ دماء جديدة في التشكيلة الأساسية، إلا أن الجماهير تقدر له الإنجازات التي تحققت في ظل ظروف صعبة وتحديات متكررة.
استعداد ريال مدريد لمرحلة ما بعد أنشيلوتي
تدرك إدارة ريال مدريد أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الفريق، خاصة مع المشاركة المنتظرة في بطولة كأس العالم للأندية التي تُقام بنظام جديد وعدد أكبر من الفرق، ما يفرض على النادي ضرورة الاستقرار الفني والتكتيكي.
من المتوقع أن تسعى الإدارة إلى تسريع إجراءات التعاقد مع المدرب الجديد، لتوفير الوقت الكافي أمامه للتعرف على اللاعبين، وفرض أسلوبه التدريبي قبل خوض أول مباراة في البطولة العالمية. كما قد تشهد فترة الانتقالات الصيفية تحركات مكثفة لتعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد يتناسبون مع رؤية المدرب القادم.
ختام
رحيل كارلو أنشيلوتي عن ريال مدريد قبل كأس العالم للأندية يمثل نهاية مرحلة ناجحة في تاريخ النادي، وبداية جديدة قد تحمل معها الكثير من التغييرات والتحديات. إدارة النادي أمام اختبار صعب لاختيار البديل المناسب الذي يواصل البناء على الأسس التي تم وضعها، ويعيد الفريق إلى واجهة المنافسة على جميع البطولات في المواسم القادمة.